نمط كوب ومقبض (Cup and Handle) هو تشكيل سعري يتخذ شكل قاع مستدير يشبه الكوب يتبعه تراجع صغير يشبه المقبض. يُصنّف غالبًا كنمط استمرارية، وخاصة في سياقات صعودية، حيث يشير إلى فترة تجميع قصيرة قبل استئناف الاتجاه السابق. يهتم به المتداولون كمؤشر على سلوك السعر وفترات التوازن بين العرض والطلب وليس كتوصية أو ضمان لنتيجة محددة.
نظرة سريعة على نمط كوب ومقبض
- الفئة: نمط سعري (Chart Pattern).
- النوع: استمرارية (غالبًا صعودية).
- أين يظهر غالبًا: بعد موجة صعود قوية أو داخل تجميع هادئ قبل اختبار مستوى مقاومة.
- مستوى الموثوقية: يختلف حسب الإطار الزمني وطريقة التأكيد (حجم، إغلاق فوق الحافة، إعادة اختبار).
- أفضل الأطر الزمنية الشائعة: 4H / Daily / Weekly — الأطر الأطول تعطي إشارات أكثر موثوقية عادةً.
- ما الذي يؤكده عادة: اختراق مستوى الحافة مع إغلاق واضح ودعم بحجم خلال الاختراق وإعادة اختبار ناجح.
- أهم نقطة قوة: يُظهر تجميعًا نسبيًا يسمح للسعر بالاستعداد لاستمرار الاتجاه مع تصفية المراكز الضعيفة.
- أهم نقطة ضعف: قد يفشل بسبب اختراقات كاذبة، تقلبات أخبارية، أو مقبض عميق جدًا يشير إلى ضعف الزخم.
شرح مبسّط لمفهوم نمط كوب ومقبض
الفكرة الأساسية أن السوق يأخذ وقتًا لتشكيل قاع مستدير (الكوب) بعد موجة صعود، مما يمثّل توازنًا تدريجيًا بين المشترين والبائعين. بعد اكتمال الكوب، يحدث تراجع صغير أو تذبذب على الجانب الأيمن (المقبض) يُعدّ اختبارًا أخيرًا للتوازن قبل أن يحاول السعر اختبار مستوى المقاومة السابق. نفسية المتداولين هنا تشمل جني أرباح جزئي، دخول متأنٍ من المشاركين الجدد، ثم قرار جماعي يدفع السعر لاختبار المقاومة مرة أخرى.
كيف يتكوّن نمط كوب ومقبض؟
- اتجاه صعودي سابق يخلق زخمًا أوليًا وسعرًا مرتفعًا واضحًا.
- تراجع تدريجي أو سحب يؤدي إلى تكوّن كوب مستدير نسبياً، مع قاع أعمق في المنتصف وجانبين متقاربين.
- ارتداد يمهد لملء الجانب الأيمن من الكوب حتى يصل إلى مستوى الحافة (القاعدة السابقة).
- تكوّن مقبض قصير على الجانب الأيمن، عادة بتراجع جانبي أو منخفض عمقًا مقارنة بالكوب.
- محاولة اختراق مستوى الحافة تظهر على شكل شمعة إغلاق صعودية أو تجاوب سعري مع زيادة حجم التداول.
شروط تأكيد النمط وإشارات الإبطال
شروط التأكيد:
- إغلاق واضح فوق مستوى الحافة (rim) للكوب على إطار زمني مناسب.
- زيادة في حجم التداول أثناء الاختراق مقارنة بحجم فترة التجميع.
- إعادة اختبار ناجح لمستوى الحافة يرافقه دعم وسلوك سعري مستقر (اختبار بدون الغوص إلى داخل الكوب كثيرًا).
- شكل المقبض أقصر وأضيق من الكوب ولا يتجاوز عمقًا كبيرًا جدًا (عمق المقبض عادة أقل من 50% من عمق الكوب).
إشارات الإبطال:
- فشل في الإغلاق فوق الحافة أو اختراق عائد بسرعة إلى داخل الكوب.
- كسر قاع الكوب الأيسر أو هبوط قوي يعيد السعر أدنى قاع الكوب.
- اختراق مع حجم ضعيف جدًا ولا يتبعه قبول سعري أو إعادة اختبار ناجح.
- أخبار قوية أو تحركات سوقية تغير السياق الهيكلي للنمط.
متى يكون نمط كوب ومقبض مفيدًا؟
- خلال اتجاه صاعد واضح حيث يشير إلى تجميع قبل استمرار الصعود.
- في الأطر الزمنية المتوسطة إلى الطويلة حيث يقل الضجيج والعشوائية.
- عند وجود مقاومة تاريخية يمكن اعتبارها حافة للكوب.
- مع دلائل حجم تدعم الاختراق، ما يعزز ثقة في حركة السعر التالية.
- عندما يكون المقبض ضيقًا وقصيرًا، ما يقلل احتمال فشل النمط.
متى قد يكون نمط كوب ومقبض مضلّلًا أو أقل دقة؟
- في سوق جانبي أو متقلب عاليًا حيث تحدث اختراقات كاذبة كثيرًا.
- إذا كان المقبض عميقًا جدًا أو ممتدًا زمنياً، فقد يفقد النمط معناه كإشارة استمرارية.
- عندما تكون أحجام التداول ضعيفة أو غير متناسقة خلال الاختبار والاختراق.
- على أطر زمنية قصيرة جدًا حيث الضجيج قد يفشل في إعطاء تشكيلات موثوقة.
- أثناء صدور أخبار أساسية أو تقارير قد تعيد تسعير الأصل فجأة.
أمثلة مبسّطة على نمط كوب ومقبض
سيناريو 1: تكوّن النمط داخل اتجاه صاعد
سعر كان في موجة صعود ثم تراجع ببطء مكوّنًا كوبًا مستديرًا، أعقبه مقبض قصير على الجانب الأيمن. بعد فترة تجميع قصيرة حدث اختراق للحافة مع زيادة في الحجم، ما يدلّل على استمرار الاتجاه السابق من منظور هيكلي.
سيناريو 2: نمط بالقرب من مستوى مقاومة مهم
السعر ارتفع إلى مستوى مقاوم سابق ثم تشكل كوب مع حافة عند نفس مستوى المقاومة. المقبض ظهر كتصحيح طفيف قرب الدعم المحلي، ما يعكس توازنًا جديدًا قبل أن يتم اختبار المقاومة مرة أخرى.
الفرق بين نمط كوب ومقبض وأنماط مشابهة
الفرق بين نمط كوب ومقبض وقاع مزدوج
قاع مزدوج (Double Bottom) يظهر على شكل منخفضين متتاليين متقاربين أحيانًا مع ذروة فاصلة بينهما، ويُعتبر غالبًا إشارة انعكاس مباشرة. الكوب مستدير ويأخذ وقتًا أطول لتكوّن قاعدة، والمقبض يمثل تجميعًا قصيرًا قبل الاختراق؛ لذا الكوب والمقبض يميل لأن يكون نمط استمرارية بينما القاع المزدوج يشير إلى تغير في الاتجاه.
الفرق بين نمط كوب ومقبض وعلم الصعود
علم الصعود (Bull Flag) يتكوّن من حركة قوية صاعدة (سارية) تليها قناة مائلة هبوطًا أو جانبية قصيرة ثم اختراق سريع. الفرق الرئيسي أن العلم يتكوّن في فترة زمنية أقصر وبهيكل خطي أكثر، بينما الكوب والمقبض يحتاجان إلى قاعدة مستديرة ومقبض يشبه سحبًا جانبية أو منخفضًا صغيرًا، ويمنحان إشارات بعد فترة تجميع أطول.
أسئلة شائعة عن نمط كوب ومقبض
كيف يختلف شكل الكوب عن مجرد تذبذب عادي؟
الكوب عادة يظهر كقاعدة مستديرة نسبياً مع جانبين متقاربين ومنتظمين في الوقت والعمق، بينما التذبذب العادي يكون أشد عشوائية ولا يكوّن قاعدة واضحة قابلة للتمييز.
كم من الوقت يستغرق تكوين كوب ومقبض عادةً؟
الفترة تختلف كثيرًا، لكنها تميل لأن تكون أطول من تشكيلات قصيرة مثل الأعلام؛ في الأطر اليومية قد يستغرق الكوب أسابيع إلى أشهر، بينما المقبض أيامًا إلى أسابيع.
هل يجب أن يكون المقبض صغيرًا دائمًا؟
يفضل أن يكون المقبض أقصر وأضيق من الكوب، لأن مقبض عميق أو طويل قد يدل على ضعف الزخم أو تغيير في الاتجاه بدلاً من استمرار الحركة.
ما دور حجم التداول في هذا النمط؟
حجم التداول يساعد على تقييم القوة: انخفاض الحجم أثناء تكوّن المقبض ثم ارتفاع عند الاختراق يزيد من مصداقية الحركة، أما اختراق بحجم ضعيف فقد يكون عرضة للعودة.
هل يظهر النمط بنفس الشكل على كل الأسواق؟
الفكرة النفسية واحدة عبر الأسواق، لكن الشكل والموثوقية يختلفان بين الأسهم والعملات والسلع حسب سيولة السوق وطبيعة المتداولين.
هل يجب أن يكون الكوب شكل حرف U مثاليًا؟
لا يشترط أن يكون الكوب مثالياً بشكل حرف U، لكن القاعدة العامة أن يكون القعر مستديرًا نسبياً مع جانبين متقاربين لتوفير بنية منطقية للنمط.
إذا لم يصحبه إغلاق واضح فوق الحافة، أو عاد السعر بسرعة داخل الكوب، أو حدث الاختراق بحجم ضعيف للغاية، فتعتبر إشارة الاختراق مشكوكًا فيها.
أهم النقاط حول نمط كوب ومقبض
- يتألف من قاعدة مستديرة (الكوب) ومقابض جانبي صغير، ويُعامل عادة كنمط استمرارية صعودي.
- التحقق يتم عبر إغلاق واضح فوق حافة الكوب مع تفضيل حجم تداول مرتفع عند الاختراق.
- المقبض يجب أن يكون أقصر وأضيق من الكوب لتقليل احتمال فشل النمط.
- يعمل بشكل أفضل على الأطر الزمنية المتوسطة والطويلة حيث يقل الضجيج السوقي.
- قد يخدع في أسواق جانبية أو أثناء أخبار قوية أو عند اختراقات بحجم ضعيف؛ لذا تقييم السياق مهم.